جاءت شهرزاد على عجل
و أميرها بنفاذ صبر ينتظر
تدق الأرض قدماهـ
و عيناهـ معلقة بساعة الرمل
قالت بخجل..
عذراً مولاي .. أخذني منكـ أداء الفرض
لمــن خلق سماوات و أرض
تململ شهريار في نزق
و بعد صمت عابس نطق
أبدأي ولا تتمهلي .. نفذ الصبر مني
و ضاق سيف مسرور و أعتلاهـ صدأ
نطقت و الدلال صوتها .. رحماكـ ساكن الفؤاد
سأبدأ في الحـال
قصتها يا مولاها ..
عن قلب صبية
العقل فيها أشقاهـُ
و هجر الحبيب أضناهـُ
مسكت ورقة و قلمـ و كتبت رسالة عتب
ربما لـ زمنٍ ضاق بالعشاق
أو غــيمات سوداء
ظللت قلوب كانت ذات صفاء .. كـ سعف النخيل خضراء
قالت فيها .. يامن لهـ القول و الأمر …
يامن لايزال
على صهوة القلب فارس يختال
لما غمرتني خسوف تسلل دونما عذر
تجمع بأجزائي سحب سوداء ..يدحض حرية الفراشات
يغمر الصباح ظلامـ.. يجتث من حدائق الروح براعمـ خضراء
يغرس بـ ثوانيها غـُصة و يستمرء المُضي في ظـُلمـ
يؤسس مابيني و بيني سور عازل
يُـدير لرغباتهـ ظهرهـ و يغلق بينها و قلبهـ المعابر
غادر النهار أيامي ..حين غزاهـُ دُخـانكـ
تقتطع كل لفتة ٍ من الروح ملامح ..لتعيديني صلصالاً
تظن أن سيبقى مني ما تعيد تشكيلهـ
تظن أن الفراشة بلا أجنحة تطير
و بعد أن نثرتني في دنياكـ أشلاء ..تركتني
و تركــت بي علامات إستفهامـ تعذبني
تسائلني .. و كمـ تسائلني
كل البديهيات خضعت للسؤال .. أمامـها إشارات ..إختبار
,و زادهـن ( حلال) (صح), (خطأ)
و أرتأى كل الأشياء تميد إلى اليسار
ما عاد يعتمد يمين .. وسطـ .. أو حلالُ
كل أشارات أسئلتهـ و أفكارهـ أختزلها في (عيبُ .. حرامـ )
أنتهت هي حين باغت الغرامـ اسفكسيا اختناق
و أنتهت قصتها مع رسالتها ..
كما أراد الأثير الهاجر .. بــ سؤال
كمـ الظلامـ .. الظــُلمـ .. الآن ..؟
و هنا تثائب الليل .. و أقبل الديكـ معلناً بشائر فجر
فـ تبسمت شهرزاد . . .. مولاي
\
/
هـ م ـس