
الْلَّيْل
أَرْتَدَى ظَلَامَهـ ُ
أكتَظَت بـ غــُثاء صَمْتُهـ سَمَاء
جَاء إلى شغفي عَارِيّا بِلَا رِدَاء ..!
تَغْمُرُهـ غُيُوْمـ و سُحُب
يُــنَذَر بِأَمْطَار سَوْدَاء
تَتَسَاقَطـ زَخَاتِهـ عَلَى وُرُوْد الْقَلْب
فـ تُحِيْل نَضْرَتِهـا شَقَاء
الْأُمـل
عَنَاقِيْد خَرِيْفِيَّة مُعَلَّقَة
عَلَى أطَرَاف عَقَارِب الْسَّاعَات
المُستوطنة حَائِطِي الْأَصْفَر السِّمَات
تــُرتل مــرَثْيَة لِلـ وَفَاء
تُنْشــدَنِي يَأْسَا
فـ أَزِيْــدُهَا رَجَاء فَوْق رَجـاء
الْحـُلمـ ثَوْب مُهْتَرِئ
و الْحَقِيقَة .. رِيَاء
أَخَتَلَطَت دَاخِلِي كُل الْمَعَايِيْر
و كُل الْأَشْيَاء
وَ ظـِـل اللـيَل كـمـا الْذَّنْب
لا أَسْأَل عـنَّهـ الْصَّفْح ..
لَا أَنْتَظِر غُفْرَان مَن هَاجَر
لَا يُتْقِن الإِلْتِفَاف حَوْل الْغِيَاب
لِيَرْوِي رَوْضَا خِلـفَه يَشْكُو الْجَفَاف لِلْجَفَاء
خَرَجَت ُ مِنِّي ذَات وَعــي ّ ٍ
و أَنـا هــنَاكـ
أَرَقــُبني
أُمـعَن الْنَّظَر فِي دَمــع ٍ أَنْسَاب عَلَى الْأَغْصَان
و ذَاكـ الثَّوْب الْمُزَرْكَش الْمَسْجُوْن
بـ خِزَانَتِي الْمُغْلَقَة لِلْأَبَد
يُرَدِّد صَدَاهـ الرِّثَاء
يَتَعـفُف عَن مُلّامَسَة جَسَدِي
إِذَا لَمـ تَطُوْف بِهـ يَدَاكـ
عَلِّمْنِي يَا آسـِري ..
كَيْف أُلَمْلِمـ عُقُوْد عُشْقِي الَّتِي
إِنْفَرَّطَت مِن بَيْن الْأَنَامِل
حِيْن نَسِيْتــنُا
و نَسِيْتَنِي
و نَسِيْت أَنِّي ..ضِلْعَكـ الْأَيْسَر
كـيَف لِي أَن أُقَاتِل ظــمَئِي
و أَنَا الْقَاطِنَة فِي جـُزر عَيْنَاكـ
مُحَاطَة بِالْمَاء
إِذ مــد جَفَاف الْحَلْق يَـدَهـ يُنْشِد الْرُّوَاء
تَعَثُّر فِي رَمــال جَاحــد
لـمـ يَكــن ذُنـبِكـ يَا غَايَتِي
أَنَا الَّتِي مِنِّي خَلَعَتْنِي
و فِيْكـ غَرَسْتَنِي
جَعِلْت مِن شَالِي النَيسَانِي لحــد
و كُنْت أَظــن
أَن الْمَلَاذ
بَيْن فَيَافِي عَيْنَيْكـ و زِنْدَيـكـ
الآن لا رَثَاء يَلِيْق
وَلَا يَسْتَحِق الْقَلْب إِلا غِرْبَان الْلَّيْل
تَنْهَش مَا تَبَقَّى مِن رَجَاء
عـلمني ..
كَيْف لِي أَن أَعـوَد إِلَي َ
و قَد تَقَدَّمْت بِّعَرِيْضَة لُجَوْء أَبَدِّي
لـ مَرْسَاكـ
عَلِّمْنِي
كــيَف ..لَا أُذَكِّــرُكـ ..
حَــتى تــدُرّكـ أَنِّي ..لَا أَنــسَاكـ .
.
.
